Reham Tarek عضو نشيط
احترام قوانين المنتدى : رقم العضويه : 2 الاوسمه : الجنس : عدد المساهمات : 132 نقاط : 6533 تقييم الموضوع : 3 تاريخ التسجيل : 31/05/2010 العمر : 30 الموقع : https://shababelmansoura.mam9.com
| موضوع: فن الاحساس بالاخر الجمعة يونيو 25, 2010 8:00 pm | |
| التعاطف : فن الإحساس بالآخر / هايكو إيرنست ترجمة أ.د. سامر جميل رضوان
ملخص : متى نستطيع أن نقول بالفعل لشخص آخر "أنا أفهمك" أو "أشعر بما تحس به" أو "أفهم ما يدور بداخلك" ... عندما نكون حساسين. التعاطف Empathy هو أكثر من مجرد المشاركة الوجدانية Sympathy - إنه القدرة على الإصغاء و التبصر بهدف التعرف على أفكار و مشاعر الآخر. و تعد هذه القدرة مولودة و ليست مكتسبة و مع ذلك فإننا قليلا ما نستخدمها.
"أشعر بخوفكم I can feel your pain "، قالها بل كيلنتون بعيون مغرورقة بالدمع في حديث مع أسرة إحدى ضحايا انفجار. و في هذه الجملة، الني كان ينطق بها بصور مختلفة في مناسبات مشابهة، يعتقد المراقبون و المحللون أنهم اكتشفوا سر الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، و الذي يتمثل في الموهبة الخاصة بمنح الناس الشعور بأنه يفهمهم. حتى أن معارضوه السياسيون وصفوه بالجذاب المتعاطفempathically Charmer ، و بأنه منفتح على الآخر (و ليس على النساء فحسب)، و يبحث عن التقارب الجسدي و ينظر بعمق في عينيه، و يشد على يديه بحرارة و يبث له : أنا مصغ لك بالفعل، أنا مهتم بمشكلتك و يبدو أن كلينتون كان يستخدم هذه القدرة أو المهارة حسب الحاجة في مقابلاته الشخصية.
و لكن هل هذا الشعور هو التعاطف Empathy أم مشاركة وجدانية Sympathy الذي يتم الخلط بينه و بين المفهوم الأشمل و الأوسع التعاطف (التماهي العاطفي) في كثير من الأحيان؟
التعاطف أكثر من مجرد الإحساس العفوي بالآخر، الذي يغمرنا أو يستحوذ علينا استنادا لمشاعر الآخر، و قد يدفع أعيننا لذرف الدموع. فالمشاركة الوجدانية هي مجرد مرحلة سابقة للتعاطف. فعندما نشارك الآخر وجدانيا نتذكر كيف "يكون" الحزن أو السعادة أو الحنق إننا نتقاسم هذه الخبرات و يمكننا لهذا أن نعزي أنفسنا، أن نفرح أو نتوتر. و هكذا ينشأ بين الناس تشارك مصبوغ بالانفعال أو المشاعر، إلا أنه من حيث المبدأ تشارك سطحي.
إلا أن التعاطف أكثر من مجرد التشارك الوجداني. إنه يصف القدرة على فهم خبرات الآخر و الاستجابة بناء على هذا الفهم بالشكل المناسب.
التعاطف ليس مجرد المشاركة في المشاعر فحسب إنه يحاول فهم ما هو كامن خلف هذه المشاعر. لهذا يشترط التعاطف الإصغاء الدقيق و الملاحظة الدقيقة. فإذا أردنا أن نكون متعاطفين فإننا نريد أن تفهم بدقة ما الذي يجري في الآخر. لهذا نحاول أن نرى العالم بعيون "أن نرتدي حذائه". و هذا التبديل للمنظور (و التخلي العابر عن منظورنا) يفتح لنا تفهما يتجاوز المشاركة الوجدانية لآخر. و بمجرد نستطيع "قراءة" ما الذي يفكر فيه الآخر و يحسه و ما ينويه و ما هي الدوافع و العقد التي دفعه وهو موقفه نحونا، عندئذ يمكننا أن نتعاطف معه. و هذا يعني : ما نستطيع عندئذ مساعدته – أو حتى حماية أنفسنا من نواياه و مخططاته. إذ أنه يمكن استخدام التعاطف لصالح الآخر أو لإلحاق الضرر به. فمن يعرف بشكل جيد ما "يدور" في رأس المحيطين به فإنه لا يستطيع نصحه أو حمايته فحسب و إنما توجيهه و استغلاله.
و يعرف باحث التعاطف وليم إكس William Ickes القدرة التعاطفية على النحو التالي : الاحتضان التعاطفي (من الذات نحو الآخرين) ليس أكثر من شكل من قراءة الأفكار الذي نمارسه في حياتنا اليومية ... إنه على ما يبدو ثاني أكبر الإنجازات القادر عليها دماغنا، حيث أن الوعي نفسه هو الإنجاز الأكبر"
| |
|